تلقت المجلة رسالة من إحدى المتتبعات هذا فحواها وهي تنتظر آراءكم لمساعدتها
أنا إمرأة متزوجة تجاوزت الأربعين من عمري أم لطفلين 8 و 6 سنوات، إلى حدود حصولي على شهادة الأستاذية من كلية الآداب منوبة لم يخطر ببالي يوما أن أفكر في الزواج كأولوية في حياتي أو هدفا أساسي أسعى إليه أو حلما أنتظره، كل ما أرنو إليه في تلك المرحلة الوردية من حياتي هو التميز في دراستي و الحصول على وظيفة محترمة أحقق بها ذاتي كشابة ريفية لا سبيل لها في هذا المجتمع القاسي سوى عقلها ومستواها الأكاديمي ومكانتها الإجتماعية، سرعان ما تعينت كنائبة بالمدرسة الكائنة بمسقط رأسي بأحد أرياف الشمال الغربي ثم ترسيمي في وقت لاحق، طبعا كل ذلك لايعني شيئا في البيئة الذكورية التي نشأت فيها دون أن أكون متزوجة خصوصا وأني شارفت في ذلك الوقت على الثلاثين من عمري، تزوجت من شاب أصيل منطقتنا لكنه مقيم ببلجيكا وله مشروع فلاحي حذو المدرسة التي أعمل بها تديره أخته وهي صديقة دراسة وبذلت كل جهدها لإقناعي بالإرتباط بأخيها و في النهاية قبلت لعدة إعتبارات أهمها الضغط العائلي، زواجي لم يغير كثيرا في نمط حياتي إذ أن زوجي لا يعود لتونس سوى شهرين على أقصى تقدير صيفا و أسبوعين في أواخر شهر ديسمبر، زوجي شخص هادئ الطبع لا يتكلم كثيرا خصوصا وأن الفارق الأكاديمي الشاسع بيني وبينه لم يسمح لنا بالإقتراب كثيرا من بعضنا، متاعبي بدأت حين قدم للمدرسة زميل جديد، كنا نتجاذب أطراف الحديث طويلا حول متاعب المهنة و الحياة اليومية و قضايا الساعة، حدثني عن نفسه و حدثته عن نفسي، أصبحنا نتواصل حتى خارج مكان العمل بالفايسبوك و بالهاتف، أرتاح كثيرا حين أحاوره حين أجادله حين أقنعه و يقنعني، شيئا فشيئا أحسست أن المسألة بدأت تتطور على الأقل بالنسبة لي، إكتشفت ذلك حين إنتهى العام الدراسي و رجع زميلي لمسقط رأسه بالوطن القبلي، إفتقدته كثيرا، زوجي لم يعد بعد لقضاء إجازته الصيفي ولكنني حائرة هل أستسلم لمشاعري، هل أصارح زميلي بإحساسي نحوه لكنه طريق مسدود، هل أطلب الطلاق، وأبنائي و زوجي و عائلتي ؟ فعلا حائرة