إن العودة إلى تطبيق الحجر الصحي الشامل، في الوقت الذي تعود فيه بعض الدول إلى نسق حياتها العادي، هو إقرار ضمني بالفشل في التعايش مع هذا الفيروس الذي اصبحنا نعرفه جيداً ونعرف سبل التوقي منه. فشل يتحمل فيه جميعنا المسؤولية. مسؤولية عدم احترام اجراءت الوقاية ولكن ايضا غياب الحزم في فرض تطبيق هذه الاجراءت. كان هنالك تعويل كبير على وعي المواطن بالرغم من أنه لم يقع العمل على تطوير وعيه إلا في مناسبات قليلة وغير ناجعة. لا يخفى على أحد أنه في الفترة الأخيرة ورغم تداول الأرقام المفزعة على المستوى الوطني، إلا أنه كان هنالك إنحلال جلي إزاء إحترام الاجراءت الصحية، مقابل غياب شبه تام لمعاقبة كل من لا يحترم هذه الاجراءت.
نعم ..كان بالامكان أفضل مما كان، لانه لو توفرت الإرادة، لكثفنا من حملات التوعية، في الإذاعات والتلفزات، ومواقع التواصل الاجتماعي والعمل الميداني خاصة. لو توفرت الإرادة، لتحمل كل من يخالف اجراءت الوقاية، مسؤليته كاملة، ولشهدنا، حملات رقابة مكثفة، ليلاً نهارا، وعقوبات صارمة تجعل الجميع، دون إستثناء، يخشى عدم تطبيق قواعد الحماية. لو توفرت الإرادة، لوفرنا الكمامات مجانياً في كل الأماكن، حتى لايتفادى المواطن البسيط تكلفة شرائها.
لقد فشلنا في حماية ، أنفسنا ، من خطر يهدد كيان دولة بأكملها، وينخر كل مكوناتها، خطر،لن يكفي اسبوع الحجر في مجابهته.