خاطرة: أحبك يا تونس

تونس هي أكثر من وطن يعطينا الهوية و الإنتماء، تونس عبق من عرق الأجداد، تونس إمتداد لنا مع تدفق وادي مجردة عبر السهول يصل الأمس و اليوم بالغد، تونس إمتداد لنا مع كل نبتة حلفاء متجذرة في تربة قاسية تعلن أن هذا الوطن لنا رغم كيد الكائدين، تونس إمتداد لنا مع كل نخلة باسقة في واحة معطاء عطاء رجال و نساء سمرتهم أنقى من بياض الثلج و عرقهم ينبت الأقحوان، تونس إمتداد لنا مع كل موجة تنكسر هنا أو هناك على شاطئ ممتد من قمم الجبال إلى جزيرة الأحلام ليذكّر كل نفس أمارة بالسوء أن على أعتاب تونس ينكسر كل عاد أثيم
تونس هي الرصيف المبتل بماء الياسمين ينتشر في أرجائه أبناء منهكون يستقبلون كل مساء بأمل جديد، تونس هي السوق العتيق، حيث يعمل الشيخ و يُصقل الشاب، حيث يعلو المذياع بصوت فيروز و يخفت عند المغيب على عود خميس ترنان، تونس هي الريف المتعَب، المثقَل بأخطاء الماضي، الريف الطيب الكريم، ريف الخيرو البركة، تونس هي الزيتون و شجر البرتقال و الكروم، سنبلة القمح و عرجون التمر المبارك، تونس هي عرق العمال، صوت الباعة، أحلام الفتى الطائش هناك على مرفئ المدينة ينظر لخصلة شعر إيطالية شمطاء لكنه حين يعبر إلى الشمال يضع « شوفلى حل » مع كل صوت أذان حين يتذكر قراءة ما تيسر من القرأن بصوت شيخ القيروان
تونس هي أمي تراكي و الحاج كلوف و الخطاب على الباب،
تونس هي مستشفى الأطفال بباب سعدون وهي هضبة بلحسن الشاذلي المطلة على مقبرة الجلاز
أحبك يا تونس
بقلم أبو مليكة