تختزن حكاية الأم في الدراما التونسيةو العربية بشكل أعم، طاقة وجدانية عالية تنادي شغاف القلب قبل العقل، على نحو جعل أدوار الأمومة أدوار بطولة مهما كانت مساحتها على الورق المكتوب أو ترتيبها في الحكاية، إذ من الصعب ألا يتقاطع جزء من حكاياتهن مع ما هو شخصي فينا، وبالتالي من الصعب أن تمر مشاهد تتعلق بهن دون أن تترك أثرها في القلب وترسخ في الذاكرة.
وفي الدراما التونسية، استطاعت العديد من النجمات أن يحتفظن بصورة خاصة واستثنائية في ذهن وعقل المشاهد بسبب الأدوار التي جسدن فيهم دور الأم،حتى لو لم يكن لهن أولاد، حيث أصبحن أيقونة ورمزا للأمومة على الشاشة الصغيرة.
منى نورالدين : سيدة الشاشة التونسية
يطلق عليها اليوم لقب “سيدة الشاشة التونسية” لقب لم يأت من فراغ وهو امتداد لمسيرة فنية حافلة بالتتويج دعمتها ادوار البطولة التي تقمصتها في اعمالها المسرحية والفنية فهي تعتبر من اشهر وجوه السينما التونسية تعرف بغزارة اعمالها التي لعبت في اغلبها دور البطولة تمكنت بفضل حضورها الركحي وأمام التلفزيون وبفضل خبرتها من فرض نفسها وصناعة اسم من ذهب في عالم التمثيل
اشتهرت كثيراً بدور الأم في المسلسلات التلفزيونية على غرار دورها في مسلسل خطاب عالباب ، منامة عروسية، شوفلي حل، نسبتي لعزيزة ؛….
سمها الحقيقي “سعدية الوسلاتي “اسمها الفني منى.
نور الدين وهو اسم اختاره لها استاذها المسرحي السيد محمد الهادي المرنيصي وهو اسم لممثلة مصرية كانت تشارك في عروض مسرحية ينظمها انطوان عيد وهو متعهد حفلات مصري مشهور
درست الممثلة القديرة منى نور الدين فنون الدراما بتونس وعملت في المسرح الشعبي
بدأت في سن مبكرة المشاركة في السينما التونسية تقمصت ادوار مهمة حيث لم يكن للسينما حضور قوي اضافة الى العدد المتواضع من الممثلين في تلك الفترة
منى نور الدين تكونت على ايادي اساتذة المسرح من امثال حسن الزمرلي عبد العزيز العقربي والطاهر قيقة والشاذلي القليبي واعتبرتهم من الشخصيات المؤثرة في وصولها الى هذه المرتبة الفنية
وهي معروفة بأدوارها الجدية والغير فكاهية اذ تتسم ادوارها الفنية بانها تلك المراة الناصحة الحكيمة والمتشددة في بعض الاحيان وهي صفات ليس بالسهل تقمصها في الاعمال الفنية
استمدت اشعاعها في العمل المسرحي من خلال مسرحية ” الماريشال”في نسختها القديمة والتي كانت من المسرحيات القلائل في تلك الحقبة التاريخية
دليلة مفتاحي : العملاقة.. أم بكل الألوان
دليلة مفتاحي، ممثلة ومخرجة مسرحية تونسية، كانت لها عدة مشاركات في عديد من المسلسلات والمسرحيات.
كانت تجربة الاحتراف الأولى لدليلة مفتاحي مع الفرقة القارة بجندوبة، كان ذلك عام 1978، ثم انتقلت إلى المسرح الوطني التونسي مع المنصف السويسي، ثم تتالت التجارب مع المسرح العضوي ومع رجاء فرحات في الحمامات والفرقة البلدية،
تعتبر دليلة مفتاحي نموذج فني حقيقي لحسن إدارة الموهبة، وإمكانيات التعبير واختمارها بمعنى كمال الكلمة.. إذ جسدت دور الأم بحرفية كبيرة وبمنتهى المصداقية
وقد ارتبط اسمها بأدوار الأمومة في أكثر من عمل فني وامتازت تلك الأدوار بتنوعها الكبير على صعيد المضمون، على نحو كان من الصعب تحديد ملامح عامة لطبيعة شخصيات الأم التي تؤديها، لكنها كثيراً ما كانت تتجاوز الصورة المعتادة للأم- ربة البيت، نحو أم تنطوي شخصيتها على أبعاد فكرية وإشكالية.