بقلم ريم الورغي –
كثيراً ما تحيرني تلك الحملات والموجات اللتي تنطلق بالبلاد فجأة، دون سابق إنذار ولا دافع واضح أو مباشر. فجأة ننام ونصحو فنجد هذا الموضوع أو ذاك محل حديث وحيرة الجميع. يبدأ طبعاً بمواقع التواصل الاجتماعي، ذلك الغول الفتاك، ثم ينتقل إلى المواقع الإلكترونية ومن بعدها الاذاعات والتلفزات. فيصبح كل التونسيون القاصي منهم والداني ( وفي ذلك شرح يطول)، يصبح الكل منشغلاً تمام الإنشغال بهذا الموضوع، انشغالاً ينسيه مشاكله الخاصة ، بل يتحول إلى همه الوحيد.
وما يحيرني حقاً أن هذه المواضيع تكون من صنف القديمة المتجددة ، فالنقاش فيها صالح في كل مكان وزمان، أما البت فيها، فيظل مؤجلاً أبداً. والغريب أن هذه المواضيع، تختفي فجأة تماماً مثلما تظهر. ننام ونصحو، فنجد أن النيران المتأججة قد انطفأت وأن الأصوات المتعالية قد صمتت .. وكأن شيئاً لم يكن..ربما إنشغالاً بمواضيع أخرى أجد .. وربما كانت نعمة النسيان.
ولأنني على ما يبدو قد أصبت بعدوى نظرية المؤامرة، أصبحت أعاني، عفاكم الله، من أزمة ثقة …وأصبحت تخيفني موجات الوعي التي تنتابنا فجأة !!!!